الأربعاء، 8 يناير 2014

ما حقيقة الملكين رقيب وعتيد وما مهمتهما؟ وهل هما ملائكة الموت ام عزرائيل ؟

  ما حقيقة الملكين رقيب وعتيد وما مهمتهما؟
وهل هما ملائكة الموت ام عزرائيل ؟
والجواب لأولي الألباب::  
قال الله تعالى : 
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾ } 
صدق الله العظيم [ق] 
وإليكم البيان الشامل في شأن رقيب وعتيد وإنا لصادقون بإذن الله رب العالمين : 
 وإن رقيب وعتيد هم من ملائكة الله المقربين أرسلهم الله ليقوموا بحفظ عمل الإنسان وأقواله خيرها وشرها فإذا ذكر الله الإنسان بلسانه كتب رقيب لفظ الذكر وإذا ذكر الله الإنسان في نفسه بغير لفظ اللسان والشفتين فعندها لا يعلم رقيب بما توسوس به نفس الإنسان ولكنهُ يعلم بذلك الذي خلق الإنسان وهو أقرب إليه بعلمه من حبل الوريد فيوحي الله إلى رقيب بما وسوست به نفس الإنسان من الذكر الخفي فيتلقى رقيب الوحي من ربه فيقوم بحفظه في الكتاب المطهر الذي بيده ورقيب سفير مندوب لجنة المأوى لكتابة مايؤدي إليها من قول وعمل صالح لذلك يُسميه الله في القرآن سفير
 أي: سفيراً للجنة لكتابة ذكر الله والعمل الصالح وقال الله تعالى :
 {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١﴾ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ﴿١٣﴾ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴿١٤﴾ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥﴾ كِرَامٍ بَرَرَةٍ} 
 صدق الله العظيم [عبس]
 بمعنى: أنه لا يُسجل إلا الخير من نجوى الإنسان لذلك قال الله تعالى :
 { فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ﴿١٣﴾ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴿١٤﴾ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥﴾ كِرَامٍ بَرَرَةٍ}
 صدق الله العظيم [عبس]
 والسفرة هم ملائكة سفراء جنة المأوى ويوجد مع كُل إنسان ملك واحد منهم إسمه (رقيب) ويوجد عن يمين الإنسان مكلف معه من البداية منذ إقامة الحجة إلى النهاية في منتهاه المصيري والأبدي الخالد 
وأما (عتيد) فهو كذلك من ملائكة الله المكرمين والمقربين من الغلاظ الشداد بالحق وهو سفير لجهنم ومُكلف بكتابة كُل قول وعمل غير صالح يؤدي إلى جهنم ويكتب حتى ماتوسوس به نفس الإنسان تصديقا لقول الله تعالى :
 {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ } 
صدق الله العظيم [البقرة: ٢٨٤] 
ولكن عتيد لا يعلم ماتوسوس به نفس الإنسان بل يتلقى ذلك بوحي من الذي خلق الإنسان وهو أقرب إليه بعلمه وسمعه من حبل الوريد الذي معهم أينما كانوا يسمعُ ويرى الله لا إله إلا هو رب العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو لهُ الأسماء الحسنى وأما ما يلفظ به الإنسان بالشفة واللسان فإن كان خيراً كتبه رقيب وإن كان شراً كتبه عتيد فهم لا يكتبون جميع هذهذة الإنسان بل القول الذي يؤدي إلى الجنة أو القول الذي يؤدي إلى النار. لذلك قال الله تعالى :
 { فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ﴿١٣﴾ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴿١٤﴾ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥﴾ كِرَامٍ بَرَرَةٍ} 
 صدق الله العظيم [عبس] 
 فنجد الملائكة السفراء لجنة المأوى لا يكتبون من النجوى إلا الذكر وكُل قول فيه خير أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، وكُل ذلك ليس إلا جُزء من المهمات الموكلة بها رقيب وعتيد ومن ثم ننتقل إلى مهمتهم الثانية إذا جاء الإنسان قدر الموت المقدور في الكتاب المسطور ودنا أجله المحتوم ولكُل أجل كتاب مرقوم يُصدقه الله في ميقاته المعلوم وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاب مُؤجلا. وعندها يصبح رقيب وعتيد هم أنفسهم ملائكة الموت فإذا كان الإنسان من أصحاب النار فيوحي الله إلى عتيد بأنه ملك الموت الموكل بهذا الإنسان ومن ثم يقوم الملك رقيب بمساعدة عتيد في التوفي لهذا الإنسان والذي هو من أصحاب النيران والذي أيقض الله له شيطان فهو له قرين فيصده عن السبيل ويوسوس له بأنه لمن المهتدين وبعد الأمر إلى ملك الموت عتيد الذي وكل بالكافرين ولكل إنسان كافر بالذكر ملك إسمهُ عتيد ولم يجعل الله ملك الموت واحد فقط سُبحانه إذ كيف يستطيع ملك واحد يتوفى الناس فيتجزأ هُنا وهناك في آن واحد يموت كثير من الناس في كل مكان وياسبحان الذي يحيط بكل شيئ رحمة وعلما وهو على كل شيئ قدير في آن واحد وتلك صفة ليست إلا لله سبحانه وماجعل الله لإنسان ولا جان ولا ملك من قلبين في جوفه بل صفة الله الذي ليس كمثله شيئ يستطيع أن يسمع هذا وذاك ويخلق هذا وذاك في آن واحد لا يسهو ولا ينسى ولا تأخذه سنة 
ولا نوم ولا يغفل عن شيئ وهو على كل شيىء قدير في آن واحد وذلك لأنه
 لربما يود أحدكم أن يُقاطعني فيقول قال الله تعالى :
 {۞ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }
  صدق الله العظيم [السجدة: ١١] 
 ومن ثم يرد عليه المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فأقول:
 مُقسماً بالله العلي العظيم بأن ملك الموت الموكل بالكافرين أنه الملك (عتيد) 
وهوطائر الإنسان في عنقه إن أقيمت عليه الحجة وقال تعالى :
 {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ۚ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿١٩﴾}
 صدق الله العظيم [يس] 
ولكنه ليس طائر واحد بل لكُل إنسان مُعرض طائر وهو ملك الموت عتيد 
وقال الله تعالى :
 {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ﴿١٣﴾ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴿١٤﴾} 
 صدق الله العظيم [الإسراء] 
ولربما يود أحد من جميع المُسلمين أن يُقاطعني فيقول:
 بل ملك الموت إسمهُ (عزرائيل ) 
ومن ثم نرد عليه فنقول:
 تعال لنحتكم الى القرآن العظيم ومن أحسن من الله حُكماً لقوم يعلمون فلا يتبعون 
الظن الذي لا يُغني من الحق شيئا
وتالله لولا أني أريد أن أنزه ربي بأن ليس كمثله شيئ لما فتحت الحوار في شأن عزرائيل ولكن عقيدتكم في شأن عزرائيل تشابه صفة من صفات الله الذي ليس كمثله شيئ وهي صفة القدرة والإحاطة بكل شيئ علما في آن واحد وعقيدتكم في عزرائيل تشارك مع صفة من صفات الله سبحانه لما خضت في حقيقة (عزرائيل) إسم ما أنزل الله به في القرآن من سُلطان 
ولكن الله أنزل في القرآن أسماء جميع ملائكة الموت الذين يتوفون البشرية أجمعين 
فلم يُغادر منهم أحداً برغم أن تعداد ملائكة الموت ضعف تعداد البشرية أجمعين الأولين منهم والآخرين وأنزل الله في القرآن جميع أسمائهم فلم يُغادر منهم أحداً ولم نجد بينهم ملك إسمه (عزرائيل) على الإطلاق وكذلك وجدتهم بأنهم يتلقون الوحي مُباشرة من الحي القيوم الله رب العالمين الذي خلق الإنسان ويعلم ماتوسوس به نفسه وهو أقرب إليه من حبل الوريد فيوحي إلى رقيب وعتيد ماتوسوس به نفس الإنسان فهم لا يعلمون ماتوسوس به نفس الإنسان غير الذي خلقه الذي يعلم ماتخفي الصدور 
وأما مايلفظ الإنسان بلسانه وشفتاه فهم به يعلمون فإن كان خيرا كتبه رقيب وإن كان شراً كتبه عتيد فأنتم تعلمون يامعشر المُسلمين بأن الملك رقيب والملك عتيد يوجدان مع كُل إنسان ملكان إثنان أحدهم إسمه(رقيب) والآخر إسمهُ (عتيد) وكذلك تعلمون بأنهم ليسوا إثنان فقط يحيطون بما يعمله الناس وسبحان الذي وسع كل شيئ علما صفة لله وحده سبحانه 
بل يوجد مع كُل إنسان ملكان إثنان أحدهم إسمه رقيب كما تعلمون 
والآخر إسمه عتيد قد جعلهم الله سُفراء الجنة والنار أولئك هم السفرة الكرام البررة 
أي: سفير النعيم وسفير الجحيم فمن شاء ذكره سبحانه فيكتب ذكره رقيب سفير الجنة 
ولسوف ننتقل الآن إلى مهتهم الثانية وهي : 
 عند التوفي فنبحث في القرآن سويا من هم ملائكة الموت الذين يتوفون الإنسان سواء كان من أهل الجنة أو من أهل الجحيم فأما أصحاب الجحيم فأجد في القرآن بأن الله يوكل بهم ملك الموت عتيد بمعنى أن لكُل إنسان منهم ملك الموت الذي وكل به وإسمه عتيد وليس ملك واحد يتوفى الأنفس فلنحتكم للقرآن العظيم إن كنتم به مؤمنون .وكما ذكرنا لكم من قبل بأن الحفظة هم الملائكة الذين أرسلهم الله لكتابة عمل الإنسان خيره وشره فيلازموه حتى إذا جاءه الموت فيتوفوه فيقومون برفعه وهم لا يفرطون فيتركوه حتى من بعد الموت فهم يلازموه فلا يفرطون وذلك لأنهم مكلفون مع أصحاب النار حتى من بعد الموت إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين . وكما قلنا لكم من قبل بأن الحفظة للأعمال أنهم الملك رقيب والملك عتيد الذي أرسلهم الله لملازمة الإنسان وكتابة أعماله وأقواله حتى يأتي أجله فيتلقوا الوحي من الله بالتوفي لهذا الإنسان . 
 وقال الله تعالى :
 {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ 
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} 
صدق الله العظيم [الأنعام: ٦١] 
ولكن الأمر يختلف إذا كان الإنسان من أصحاب الجنة فإن الذي يوكل بنشط روحه أنه ملك الموت رقيب سفير الجنة ويقوم الملك عتيد بمساعدة الملك رقيب بنشط روح المؤمن وأما إذا كان المتوفي من أصحاب النار فإن الذي يوكل بها هو ملك الموت عتيد سفير النار ومن ثم يقوم الملك رقيب بمساعدته ولا يستوي أهل النار وأهل الجنة في مماتهم وتختلف سكرات الموت وذلك لأن ملائكة الموت رقيب وعتيد ينشطون روح المؤمن نشطا فأما إن كان من أصحاب الجحيم فإنهم ينزعونها بسياطهم بالضرب الشديد لوجوههم وأدبارهم ضرباً مؤلماً فنجد في القرآن العظيم بأنهم يبسطون إليهم أيديهم بالضرب الشديد وقال الله تعالى :
 {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} 
صدق الله العظيم [الأنعام: ٩٣]
 وكما قلنا لكم بأن البسط لأيدي الملائكة إلى الذين كفروا أنه بالضرب الشديد أول منازل العذاب ومن ثم يحملوه 
إلى نار جهنم في قدره المعلوم. وقال الله تعالى :
 {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٥٠﴾ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿٥١﴾ }
  صدق الله العظيم [الأنفال] 
 ومن بعد الضرب وإخراج النفس يحملونه ليذيق عذاب الحريق ولكنه يصرخ صراخاً شديد يا ويلتاه إلى أين تذهبون بي وذلك لأنه علم بأن من بعد الضرب في كل بنان في الواجهة الإمامية والخلفية ثم يقومون بحمل هذه النفس المجرمة إلى نار جهنم وعندها يصيح ياويلتاه إلى أين تذهبون بي وذلك لأنه قد علم بأن من بعد ذلك عذاب جهنم 
لذلك قال تعالى :
 {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا
 عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٥٠﴾ } 
 صدق الله العظيم [الأنفال] 
وكذلك يقومون بمساءلته قبل أن يلقوا به في حفرته في نار جهنم في ذات جهنم ويلقي إليه السؤال عتيد ماكنت تفعل من السوء ومن ثم يلقي الإنسان الكافر السلم نابذاً التحدي وراء ظهره بل مستسلم فيقولون ماكنا نعمل من سوء فعندها أنكروا جميع ماكتبه الملك (عتيد) ولكن عتيد رد عليه بلى عملت السوء ولم أظلمك شيئا وسوف يحكم الله بيني وبينك بالحق إن الله يعلم ماتعملون وقال الله تعالى :
 {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ } 
 صدق الله العظيم [النحل: ٢٨]
 ففي هذا الموضع أنكر الإنسان ماكتبه عليه عتيد برغم أنه لم يقرأه بعد وإنما سأله عتيد عن عمله فقال ما كنت تعمل:
 { فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ } صدق الله العظيم [النحل: ٢٨] 
 وقال الله تعالى :
 {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ }
 صدق الله العظيم [النحل: ٢٨] 
 ومن ثم ننظر رد الملك عتيد على هذا الإنسان الذي أنكر ماكتبه عليه عتيد 
وقال الله تعالى : 
 { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ ۚ 
بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
 صدق الله العظيم [النحل: ٢٨]
 فالذي قال: { بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } 
وهو الملك عتيد الذي اتهمه الإنسان بظلمه لذلك قال بلى إنك كنت تعمل السوء وماظلمتك شيئا ولسوف يحكم الله بيني وبينك بالحق وأني لم أظلمك شيئا 
لذلك قال: { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } 
أي: سوف يحكم بيننا بالحق هل افتريت عليك بغير مالم تعمل ثم يأتي يوم القيامة الإنسان الكافر والملك عتيد يسوقه لكي يحكم الله بينهم لأنه يعلم فعل الإنسان لذلك عتيد الذي اتهمه الإنسان الكافر بالإفتراء أصبح خصماً لهذا الإنسان فهو يسوقه إلى الله يوم القيامة ليحكم بينهم بالحق . 
 وأما رقيب فيكون في موضع الشاهد وذلك لأنه كان حاضراً على العمل السوء الصادر من الإنسان ولكنه لم يكن مُكلفاً بكتابة أعمال السوء ولكنه شاهداً عليها أجمعين لذلك يُسمى يوم القيامة (شهيد) ومن ثم يدلوا بشهادته بين يدي الله بأن ماكتبه عتيد حق ومن ثم يطعن الإنسان في شهادة الشاهد رقيب ويحلف لله بالله أنه ماكان يعمل من سوء وقال الله تعالى :
 {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٢٢﴾ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴿٢٣﴾ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤﴾ }
 صدق الله العظيم [الأنعام] 
 وقال الله تعالى :
 {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ 
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} 
صدق الله العظيم [المجادلة: ١٨] 
وفي ذلك الموضع يختم الله على أفواههم فينطق الله أيديهم وأرجلهم وجلودهم فتشهد عليهم بما كانوا يعملون ومن ثم يفُك الله أفواههم فينطقون فيقولون لأيديهم وأرجلهم وجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيئ وعندها يصدر الأمر الإلهي إلى عتيد ورقيب أن يلقيا بذلك الإنسان في نار جهنم وعندها يصرخ قرين الإنسان ربي ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي اليوم 
وقد قدمت إليكم بالوعيد مايبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد وقال الله تعالى : 
 {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴿٣٠﴾}
 صدق الله العظيم [ق] 
 وكما علمناكم من قبل أن الحفظة هم المكلفون مع الإنسان من البداية إلى النهاية وقد تبين لكم بأن السائق أنه الملك عتيد وأما الشاهد فهو قرينه الملك (رقيب) كاتب الحسنات ولكن الله جعله شاهد بالحق لأنه كان حاضراً أثناء عمل السوء من الإنسان ولم يرى رقيب بأن الملك عتيد كتب على الإنسان غير مافعل وكان رقيب على ذلك من الشاهدين لذلك أدلى بشهادته بين يدي الله وقال:
 { وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } 
وتلك هي الشهادة التي ألقاها رقيب قرين عتيد بين يدي الله بأن ما كتبه عتيد حق ولم يظلم الإنسان شيئا ورقيب هو قرين السائق والسائق هو الملك عتيد يسوق الإنسان إلى ربه ليحكم بينهم هل ظلمه فلا تنسوا بأن الإنسان أنكر جميع أفعال السوء المكتوبة لَدَي عتيد لذلك قال الإنسان صاحب أفعال السوء بأنهُ ما كان يعمل من السوء شيئا فأصبح عتيد مفتري عليه إذا كان صادق ولم يفعل السوء وانظروا إلى الإنكار
 وقال الله تعالى : 
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ } 
صدق الله العظيم [النحل: ٢٨]
 لذلك نجد الملك عتيد يسوق الإنسان إلى ربه ليحكم بينهم بالحق وتذكروا 
قول عتيد وقال تعالى :
 { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } 
 صدق الله العظيم [النحل: ٢٨]
 فأما قول عتيد هو :{ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } 
 بمعنى: أنه رد الحكم لله ليحكم بينهم لذلك نجد عتيد هو السائق للإنسان يوم القيامة وأما الملك رقيب فنجده الشاهد لأنه كان حاضراً مع الإنسان صاحب أفعال السوء ومع عتيد الذي كُلف بكتابة السوء ولم يشهد بأن عتيد كتب على الإنسان مالم يعمل لذلك جعله الله شاهداً بالحق لذلك أدلى بشهادته بين يدي الله وهي قوله تعالى :
 { وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } 
صدق الله العظيم 
ويقصد بقوله ( قَرِينُهُ ) أي: قرين السائق وليس قرين الإنسان وقد علمناكم بأن السائق أنه الملك عتيد وأما قرينه فهو صديقه وهو الملك (رقيب) وأما قرين الإنسان فهو الشيطان وهو الذي قال ربي ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد. 
وإذا تدبرتم سوف تجدون الأمر صادر على المكلفين بالإنسان وأنهم إثنان وهم السائق الملك (عتيد) (والشاهد الملك رقيب) وبعد أن أدلى الملك رقيب بشهادته ومن ثم طعن في شهادته الإنسان ومن ثم شهدت عليه أطرافه وجلده ومن ثم صدر الأمر إلى الملكين عتيد ورقيب بأن يلقوا به في نار جهنم وانتهت وانقضت مهمتهم لذلك تجدون الأمر صدر بالمثنى وقال تعالى :
 { وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} 
  صدق الله العظيم [ق] 
 وهذه الآية واضحة وجلية بأن المكلفين هم إثنان من البداية إلى النهاية وهم الملك (عتيد) والملك (رقيب) لذلك تجدون الأمر الإلهي صدر بالمثنى مرتين وقال تعالى : 
{ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} 
صدق الله العظيم [ق] 
 إذاً قد تبين لكم بأن ملائكة الموت هم أنفسهم (رقيب) و(عتيد) وأنهم لا يفرطون فيتركون الإنسان بل من البداية إلى حين الموت فيتوفونه وهم لا يفرطون أي مستمرون في التكليف من بعد الموت إلى يوم القيامة حتى يلقياه في العذاب الشديد جسد وروح .. إذاً الحفظة هم أنفسهم رُسل الموت يلازمون الإنسان حتى يأتيه الموت فيتوفونه وهم لا يفرطون أي لا يتركوه بل يستمر تكليفهم من بعد الموت 
وقال الله تعالى : 
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ 
رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ}
 صدق الله العظيم [الأنعام: ٦١] 
 فتدبروا الآية جيداً 
{ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ } ولكنكم تظنون بأن رُسل الموت جُدد بل هم أنفسهم الذين أرسلهم من قبل 
وهم عتيد ورقيب لذلك قال :
 { حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ }
 وكل هذا البيان ليس إلا تفسير لهذه الآية التي طلب مني أخي حبيب الحبيب
 أن أفسرها وهي قوله تعالى : 
{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} 
صدق الله العظيم [ق: ١٨] 
فكتبنا لكم البيان المختصر لهذه الآية وفصلناها تفصيلا ولا يزال لدينا كثير 
من البراهين للتأويل الحق ندخره للممترين فنلجمهم إلجاما  
***
وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
أخوكم المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني