الخميس، 2 يناير 2014

هل يختلف الصيام في الإمم السابقة عن الصيام عند المسلمين؟

 
 
قرأت في مراجع اهل الكتاب انهم كانوا يصومون 40 يوما امتثالا للمسيح عليه السلام، فهل يختلف الصيام في الإمم السابقة عن الصيام عند المسلمين؟
 والجواب لأولي الألباب:
ويا حبيبي في الله السائل عن صيام رمضان عند أهل الكتاب، فليس أربعين يوماً في التوراة والإنجيل بل شهراً يصومون نهاره ويفطرون ليله كون صيام شهر رمضان كُتب علينا كما كُتب عليهم ثلاثون يوماً يصومون نهاره ويفطرون ليله.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}
صدق الله العظيم [البقرة:183-184]
فانظر لقول الله تعالى: 
{ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾} صدق الله العظيم.
وتأتي آياتُ ابتلاءٍ للمؤمنين في تنفيذ الأمر ومن ثم يبدلها الله من أثقلٍ إلى أخفّ على المؤمنين، كمثل أمر الصلاة كان بادئ الأمر خمسين صلاة في اليوم والليلة لكل صلاةٍ ركعتين فتصير الصلوات خمسين صلاة والركعات مائة ركعة بعدد أسماء الله الحسنى، ومن ثم خفف الله عنهم من خمسين إلى خمس صلوات ولكل صلاة ركعتين فيصبح عدد ركعات الصلوات عشر ركعات كون لكل صلاة ركعتين، ومن ثم جعل الصلاة بعشر أمثالها فعادت إلى خمسين صلاةٍ في الأجر وعادت إلى مائة ركعةٍ في الأجر. 
إنّ ربّيَّ غفورٌ شكورٌ..
ألا وإنّ الظهر والعصر لا يفترقان والمغرب والعشاء لا يفترقان تأخيراً أو تقديماً، وكذلك صوم رمضان كان بدء صيام رمضان من الغسق في بداية الظلمة وهو ميقات صلاة العشاء كونها تثبت رؤية هلال الصيام بعد غروب الشمس مباشرةً، ومن ثم يتناولون الفطور من الشفق إلى الغسق، ومن ثم يؤذَّن للعشاء فتكفّ أيدهم عن الطعام فيصلون المغرب والعشاء جمع تأخير في ميقات الغسق، ومن ثم جاء التخفيف من ربّ العالمين بآيةٍ بدَّل صيام الليل فأمرهم بصيام النّهار فقط، وجعل الأمر في آيةٍ محكمةٍ بيّنةٍ للعالم وعامّة المسلمين. في قول الله تعالى:
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}
صدق الله العظيم [البقرة:187]
ولكن.. كذلك كانوا يفطرون من بعد الصيام عند النداء لصلاة المغرب ومن ثم يفطرون بكل هدوء يتناولون وجبة الإفطار لكونهم سوف يُصلّون المغرب والعشاء جمع تأخيرٍ في ميقات الغسق. ويا عجبي ممن لم يجعلوا ميقاتاً للصائم أن يتناول الإفطار بل أكل النغط! فكم أضعتم كثيراً مما خفف الله عليكم وتشددتم بغير الحقّ فصعّبتم دين الله 
على المسلمين، فهلمّوا للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، 
وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.