الجمعة، 23 مايو 2014

هل هناك فرق بين من يعبد الله من اجل جنته وبين من يعبد الله من اجل رضوان الله في نفسه؟

هل هناك فرق بين من يعبد الله من اجل جنته وبين من يعبد الله من 
اجل رضوان الله في نفسه؟
 والجواب لأولي الألباب: 
 إنّما عبادة الله هو أن تعبدوا رضوان الله، تصديقاً لقول الله تعالى: 
 { وَاتّبعوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) }
 صدق الله العظيم [آل عمران]
 فأمّا الذين اتّبعوا الرضوان وسيلةً ليقيهم من ناره ويدخلهم جنّته: 
فلهم ذلك إن الله لا يخلف الميعاد،
 وأمّا الذين اتّخذوا الرضوان غايةً: 
  فهذه من أعظم الغايات في الكتاب فمن ابتغى رضوان الله غايةً وتمنى تحقيق
 رضوان الله في نفسه فلله ملكوت الدُنيا والآخرة، تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ أمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) }
 صدق الله العظيم [النجم] 
وليتك تعلم ما يقصد الله تعالى:
 { إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) } 
صدق الله العظيم،
 فأولئك الذين أذِن الله لهم بالخطاب وإمامهم الإمام المهدي ولم يشفعوا لأحدٍ وإنّما رفضوا دخول جنّة النّعيم ولذلك لم يتمّ حشرهم إلى جنّة النّعيم ولا إلى الْجحيم؛ بل هم الوحيدون من المتقين الذين تمّ حشرهم إلى ربّهم، 
 تصديقاً لقول الله تعالى: { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا }
 صدق الله العظيم [مريم:85] 
وخاطبهم ربّهم: لماذا أبيتمّ أن يسوقكم ملائكتي إلى جنّة النّعيم؟ فقالوا: نريد تحقيق النّعيم الأعظم من جنتك فترضى. فهم يريدون أن يرضى الله في نفسه ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته فيرضى،وفي ذلك سرّ الإمام المهدي
 الذي سوف يؤتيه الله أكبر درجات الخلافة كونه اتّخذ رضوان الله غايةً وليست وسيلة لتحقيق نعيم الْجنّة. ولذلك قال الله تعالى: 
 { أمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) }
 صدق الله العظيم [النجم]
 ألا والله لا يعلم علم اليقين أنّ الإمام المهدي المنتظر هو ناصر محمد اليماني إلا الذين أحاطهم الله بحقيقة اسمه الأعظم سبحانه وتعالى علواً كبيراً كونه من أكبر آيات الكتاب في أنفسهم، ولذلك نجد الذين علموا بحقيقة اسم الله الأعظم موقنين أنّ الإمام المهدي المنتظر هو ناصر محمد اليماني لا شك ولا ريب، ولن يزداد يقينهم شيئاً من بعد الظهور لكونه لا يوجد لديهم آية هي أكبر من النّعيم الأعظم تحيط بها قلوبهم
 ولكن أكثر النّاس لا يعلمون. 
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
 عبد الله وخليفته في الأرض الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.